11‏/06‏/2015

إنّها لا تسْتحِق! | بَــوحُ قلمْ

الرجاء من السادة ركاب الطائرة المتوجهة الى لندن التوجه الى البوابة رقم 3 .. حملت حقيبتها ، نثرت خصلات شعرها بعيدا عن وجهها ،وأغلقت معطفها جيدا كي لا تصيبها نفحات الهواء الباردة ، توجهت مع هذه الجموع الغفيرة من البشر الى البوابة استعداداً لركوب الطائرة ..

الرجاء ربط أحزمة المقاعد حتى تطفئ الإشارة .. هاهي الطائرة تبدأ بالمشي تدريجيا للوصول الى نهاية المدرج .. اسرع .. أسرع .. أسرع .. أقلعت الطائرة في الهواء لتشق طريقها بين الغيوم .. استرخت في مقعدها متأملة ذاك السحاب المتراكم كالجبال وأشعة الشمس الذهبية تسلل من خلاله حتى بدا كأنه لوحة فنية .. أسدلت جفنيها لتذهب بعيداً في خيالاتها ..
ظنت أنها بسفرها وتجولها عبر البلاد ستمتلك السعادة .. ظنت أنها بغناها وثراها ستجذب الناس إليها .. لم تلفت الى لباسها غير المحتشم ، لم تلفت الى سفرها بغير محرم، لم تلتفت الى رجاء أمها المريضة أن تبقى معها .. ذهبت وراء هوى نفسها الأمارة بالسوء ملقية بكل هذا خلف ظهرها محتجة أن كل الناس يسافرون أأنا أفقر منهم كي لا أسافر مثلهم ؟ محتجة أن كل الناس يستمتعون هناك من هي حتى لا تستمتع مثلهم ؟

للأسف انتشر هذا الاعتقاد بكثرة في مجتماعاتنا فـ قلما تجد من يسمع نصيحتك ، بل ليته حتى لاينفذها ويكتفي بقول شكرا ، بل يقول وبكل بجاحة وماذا في ذلك كل الناس يفعلون هذا ؟! أكل مافعله الناس نفعل مثلهم ؟ حتى لو كان محرماً ؟ لا والله .. لو اجتمعت الخلائق كلها على فعل محرم لما أصبح ولن يصبح حلالاً أبدا .. الخطأ خطأ ولو فعله كل الناس والصواب صواب ولو لم يفعله أحد .. راجعوا أنفسكم ، اتركوا هوى النفس جانبا .. صدّقوني فهذه الدنيا لا تستحق !



بقلمي : بسمة 

هناك تعليق واحد:

  1. صدقتِ يا بسمة. أسأل الله أن يثبتني وإياك بالقول الثابت في الدنيا والآخرة

    ردحذف