03‏/07‏/2015

هل لي بثلاث دقائق ؟ | بَــوحُ قلمْ

هل لي بثلاث دقائق من وقتكم ؟ وددت أن أضرب لكم مثالا بسيطا من واقع حياتنا على آية أغلب الظن أن الكثير ممن قرأها لم يفهم معناها الحقيقي .. لو تفكرنا قليلا في قول ربنا عز وجل حينما قال في كتابه { فأثابكم غماً بغم لكيلا تحزنوا على مافاتكم ولا ما أصابكم } لاستعجبنا كيف يتم اذهاب الغم بغم آخر؟ قد يقول البعض أمر عجيب انه لايُصدَّق ! ولكنه أمريُصدَّق بالفعل ..  فـ لنرى سوية كيف يكون هذا ..

  كان سبب نزول هذه الآية عندما حزن الصحابة انهم خالفوا أمر رسولنا الكريم في الغزوة وفي تلك الأثناء انتشرت شائعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد فارق الحياه فحزن الصحابة أشد الحزن وأصابهم غم شديد وأصبح حزنهم على مخالفة أمره عليه الصلاة والسلام لايقارن بذلك الهم العظيم وهو خبر موت الرسول صلى الله عليه وسلم ..

ولكن مالذي حدث بعد أن اكتشفوا أن هذا الخبر شائعة ؟ فرحوا لذلك أشد الفرح وغطى فرحهم على حزن كلا المصيبتين - مخالفتهم أمر الرسول وشائعة موته-  فزال الحزن من قلوبهم وغمرهم الفرح ونسوا حزن الغم الأول والثاني وكذلك نحن في حياتنا ! قد يصيب البعض غم وحزن من عدم حل الاختبار جيداً أو ضياع شيئ محبب له مثلا .. << فذاك الغم الأول

ثم يأتي بعد ذلك خبر يمثل صدمة كبيرة بالنسبة لك كدخول الأب أو أحد الأخوة العناية المركزة حالته بين الحياة والموت .. فهل ستترك هذه المصيبة وتفكر في درجات اختبارك الآن ؟ بالطبع لا .. بالتأكيد ستنشغل بالدعاء له وسيصيبك هم عظيم بدخول والدك المشفى << وذاك الغم الثاني

وإذ فجأة تأتي البشرى باستقرار حالة الوالد وأنه أصبح بصحة جيدة فماذا سيكون موقفك ؟ ستفرح لذلك أشد الفرح وسيغطي فرحك على غم دخول والدك المشفى وغم درجات الاختبار وبذلك انقشع الغمام عن الغم الأول والثاني وأصبح الفرح هو سيد الموقف الآن ..
أفهمتم معنى قول ربنا عز وجل ؟ { فأثابكم غماً بغم لكيلا تحزنوا على مافاتكم ولا ما أصابكم }


تيقنوا أن الفرج قريب .. وأحسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى فالله عند حسن ظننا به .. أرجو أن أكون قد وُفقت في إيصال الفكرة لعقولكم .. أسعد الله أيامكم وجعل الفرح حليف دربكم .. أتمنى لكم يوماً ملوناً ,,



بقلمي : بسمة 

إرسال تعليق